صورة لي مع فريق جمعية الشطرنج القاسمي ..أثناء مشاركتنا في بطولة المغرب للفرق في رياضة الشطرنج / القسم الوطني الأول ..في مدينة الرباط .. يونيو 2010 ويبدو إدريس حمادة رحمه الله على يميني.
*** مقال كنت نشرته سنة 2008 في أحد المواقع عن زميلي في جمعية الشطرنج القاسمي إدريس حمادة الذي لحق بالرفيق الأعلى قبل مدة بعد عمر قصير وكفاح مرير ..تغمده الله بواسع رحمته .. -----------------------------------
كان ادريس حمادة في سيدي قاسم كالليث في عرينه..او كالنسر في شماريخ الجبال..يصطاد الفرائس على أديم الرقعة المربعة..وينصب الفخاخ والكمائن..كان ادريس فارسا لا تعوزه الجراءة والشجاعة..يصادم الصناديد والجحاجحة..ويزدهي بما يسلبه من غريمه كما تزدهي الزهور بأشذائها..والشحارير بأغاريدها..والبحار بأمواجها.
في المدينة الكئيبة الضائعة بين التضاريس المرتفعة والمنخفضة..يضيع العمر و السنون.. وتضيع الأمنية الضاحكة..وتضيع الحدائق والعصافير....ولكن ادريس كان متوجا في مملكة البيادق المتناثرة.. فلم يضع كبرياؤه وزهوه ..ولم تضع أحداقه في محفل الحقائق..وظل مستميتا بجروحه وعذاباته.. مقاوما جحافل القبح والبشاعة..مستغرقا في لعبة السواد والبياض..والجبن والجسارة..والجشع والقناعة..والدمعة والابتسامة .
كان ادريس يطلق لحيته البيضاء..حتى تصل الى صدره أو تكاد..ويغطي رأسه ب "قب " قميصه..فيبدو في هذه الهيئة فقيها ورعا أحيانا..وشيطانا رجيما أحيانا أخرى....ثم أزال لحيته..فما عاد فقيها ولا شيطانا..بل شابا في طلاوة الشباب وميعته..يزجي الهم في الزمن المر بشنق الملوك وأسر المليكات.....الى أن فاجأته الحياة بتكاليفها..وثقيل مشاقها..فترجل عن صهوات خيوله وأفياله..وأبدل ديدنه من تحريك البيادق من هنا الى هناك..الى تحريك ساقيه في كل الاتجاهات ..طلبا للقمة العيش الصعبة..ونشدانا للخبزة الغالية..حتى اذا ناداه خلانه وأترابه..شغله عن رد الجواب ضجيج البطون الجائعة..وغبار المعامع المحتدمة بين البقاء والفناء. واذا ارتفعت النداءات..وتعالى الصراخ....فلا صوت يعلو فوق صوت الخبزة.
يتضاحك اللاهون والعابثون والخليون..وتتضاحك الاقدار في الغابة المجهولة..و تتلاعب الأصابع بالرقاع..فتتلاعب الاقدار بالأصابع..وكان قدرا حزينا أن يتوارى ادريس في منفاه الحزين..بين القاطرات المتلاشية..وتحت الأدخنة الملوثة باليأس والملالة..ثم يتيه في شوارع الغياب..ويجلس في مقهى ما بين المقاهي الذاوية..فلا تسعفه الكأس ولا العبارة.
ومن لم يعشق الدنيا قديما ...........ولكن لا سبيل الى الوصال
كان حمادة في منفاه كالدر في قرارة الوادي..فيا أسفا للدر في القرارة..يحتجب بالبريق واللمعان ..ولا تطفو على السطح الا نثارات الحجارة
.
هل سيعود ادريس حمادة الى ناديه..كما يعود الزورق الى الشاطىء..والبلبل الى الأغصان والعذبات..فقد طال السفر وبعدت الشقة..وتلفتت زوايا النادي منتظرة عودة الابن الضال الى عشه الجميل..فيا أيها المقاتل..لنا موعد لا سبيل لاخلافه..ومعارك لا بد من اقتحامها..نتمنى أن تعود الينا..بلحية أو بدونها..لنلتمس منك البركة..وأنت حفيد الولي الصالح سيدي قاسم..ونستعين بقفشاتك ..ومقالبك..على مقارعة أبالسة الشطرنج المغربي
زائر زائر
موضوع: رد: إدريس حمادة الجندي المجهول الأحد يناير 19, 2014 3:34 am
من الظلمات الى النور اليك هذه السطور المتواضعة كتبت بقلمك وحبك وعنفوان احساسك العالي بلهفة قلمك على الكتابة وشجن الحروف بالاناقة يشتعل نارا من يدخل بين كلماتك نار الشوق الكبير حروفك ملتهبة بشموع احساسك العالي تخطف من يراك الى عالم الابداع لهيب شوقك الزهر والاشجار تبتسم عندما ترى كلماتك لانها تشعر بنشوى تملأ دنيتها وتتالق كتبت الاحساس العالي كله والرقة باشكالها وتتوافد العطور من عباراتك التي توجتها بحروفك المضيئة عاش قلمك الحساس الرقيق وعاشت كتاباتك الانيقة الرقيقة دمت لنا ودام صرير قلمك الرائع باحترام تلميذك ابي مازن