موضوع: في صدري بلبل وردي تائق للغناء/ عبد الله القاسمي الأحد يناير 19, 2014 6:16 pm
في صدري بلبل وردي تائق للغناء
للشاعر التونسي الكبير عبد الله القاسمي
كم من الحزن يكفي للإشعال هذا الجليد الط ويل؟ كم من الحلم يكفي لانتشار الضوء في هذا الربيع الضرير ؟ كم من الرؤى تكفي لإيقاظ الشاعر المنفي في تجاويف القلب، يبكي ، قلبي فراشةٌ حزينة ، و احلامي صفصافة في العراء روحي كئيبة تطوف بين نهديك والماسي . احتاج وطنا يتّسع لذاكرتي احتاج قلبا غير قلبي لكي لا أسميك وطني احتاج قواميس لم يطأها الشعراء قبلي لأغني لك حبيبتي هم اغتالوا رائحةُ البنفسجِ البرّي في عيني أحلم بالغروب و الشروق ، وانتظر الزوارق الراحلة اليك ، في جسدي يتعانق المطر والحب ، فألوذ بالعيون العسلية و قصائد الغزل لأكون قمرا من السكر قلبي يرتجف على شفتي و الشعر يتدفق نهرا من العطر كم جبل من الحب على كاهلي سألون به خرائط وطني حبيبتي حكاية وجع خريفي لذيذ، وحزن ممتد من الطفولة الى زمن الضياء طيفك يتيه في داخلي كسحابه .. كصباح واعدته الاحلام في صدري بلبل وردي تائق للغناء واله غريب صغير يتحسّس المجرة ليبتكر اسطورة الضياء ليتني مطر وردي يسّاقط على اهدابك الصافية أو نسيم اطلقته الرياح الثمانية لألملم جنائن العطر من احلام حبيبتي مازلت أستطيع الحلم و التجول في الالوان البيضاء و أجلس فوق الغيوم وأسير للبحر وحيدا... الشمس في يديك أكثر نور و حنان والانهار تتسلل من النوافذ والابواب الى شراييني مازلت تحت النجوم اشيد قارات مفروشه بالحب والوله اه ... كم احبك يا وطني رسمت في عينيّ حلم الجياع و التائقين للنسيم الاخضر أنني أتلاشى رائحة من غابات نرجس و هدير من حروف متوهجة لقد كنتِ لي وطن و كان شعرك الليلي يذكرني بليلى و قيس يهيمُ في جثتي كسحاب صفراء سأخلع ذاكرتي و ارتدي دوائر الدخان أيتها الاشجار ... يا سيدات البلد ... الشوارع رضعتها ثدياً ثدياً و السماء غيمة غيمه انا مطرٌ ارجواني يسّاقط على الارصفة و حكايا اضاعها العشاق فخلفها الرواة كم صفحة من " مصارع العشاق " تلزمني لألملم عطر حبيبتي النائمة في سريرها ؟ كم صفحة من " اللسان " تلزمني لأُشهد الورد اني أحبها ؟ قلبي وردةٍ حمراء أفرغت أشيائي الحزينةَ في رغبتي الباردة سأرحلُ عن الحزن بعيداً .. وراء المدائن الغارقةِ في ثورات الياسمين و النرجس و ... سأغتسل من الوجع وممّا خلفه الساسة الحمقى و انتفض من كلمات الدخان و الضباب و دعوى التكفير و التفجير سأرحل عن الحزن بعيدا .. كي لا يأتي الشعر ذليلاً يائساً من النوافذ المغلقة وكي لا تكون الحروف من جثث العبيد سأرحلُ عن الوجع و الحزن و أحمل في داخلي ثورة رصاصية شفّافة على الطاغيةً فيها شعبٌ يناضل بالحلم و الورد سأراقص الحروف و اصرخ بالقصيدة كما يليق بشاعر مثلي " هيت لك " تائق للفرح و لإلة صغير يسكن جبّتي أشتهي الان ان أعود إلى حبيبتي أشتهي ثغرها الممتد و العميق كالمحيط أشتهي الرياح التي تعصف بين نهديها و من تخوم الروح فيها أشتهي خصلةَ من شعرها لأضيء القمر بها وأرتمي في حضنها كرضيع جائع لأحدثها عن الوله و الشبق و المياهِ الصافية والنهود التي يولد الشهد منها أشتهي ضحكاتي القتيلة و دموعي القديمة التي تذكرني بالمطر والعصافير المهاجرة في الشتاء سأرحل عن الحزن بعيدا .. كي لا أرى وطني قارة من الصخر تشرق بالألم سأرحل اليك حبيبتي محملا بالحروف والدفاتر واحتمي بثغرك الطافح بالعسل يتربص بي طيلة الليل كذئب جائع سأوي اليك كالطيور البيضاء ترحل عن البراري القاحله . فلا الحزن يكفي يا حبيبتي للإشعال هذا الجليد الط ويل؟ ولا الحلم يكفي لانتشار الضوء في هذا الربيع الضرير ؟ ولا الرؤى تكفي لإيقاظ الشاعر المنفي في تجاويف القلب،
زائر زائر
موضوع: رد: في صدري بلبل وردي تائق للغناء/ عبد الله القاسمي الإثنين يناير 20, 2014 7:26 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية الاسلام جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير لك مني عاطر التحية واطيب المنى دمت بحفظ المولى