جاءته كالفجر تهديه ابتسامتها….وما درتْ أنها جاءتْ تبدِّدُهُ
وصافحَتْه ولكنْ كان في يدها …..ماءٌ من السحر فابتلَّتْ به يدُهُ
ترنو إليه وفي أحداقها نَهَرٌ …. لا شيء من فيضه الجبّارِ يُنْجدُهُ
ما شاهد الناس قبلي سِحْر فاتنةٍ ….مسَّتْ حرارة كفِّي فهْي تُبْردُهُ
لو أنها حادثتْ غيري بلثْغَتِها ….. لظنها أُمّه جاءت تهدهدُهُ
ويلي ! جعلتُ اسمها حُلْماً أسامره …..وفي المهامِهِ مجنوناً أردِّدُهُ
وميضُ طَلْعَتِها أضحى أمجِّده …. وثغرها العذب في المحراب أعبدُهُ
لن تُبعدي وجهك الفضيَّ عن بصري …. فإنَّ قلبي المعنَّى سوف يرصدُهُ
ولا تظني التجافي قاتلاً أملي …إن الحبيب لمَحْمودٌ تمرُّدُهُ
فلا أفارق حقلاً أنت سنبلُهُ …… ولا أغادر بحراً أنت جلْمدُهُ
تلفَّتي يابنة التازيِّ حانيةً ….إلى محبٍّ عميد جفَّ موردُهُ
أذله قلبك القاسي وأمرَضَه … هجرانه فدموع الحب عُوَّدُهُ
تناثرتْ حوله الآهات واحترقتْ ….. به الضلوع وجافاه تجلّدُه
وأنتِ في شارع الألحان باسمة…. يضيع حولك في المُضْنَى تنهّدُهُ
أبو المعالي/ 1997