أنتِ / سعيد يعقوب

Admin عدد المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 11/01/2014

أَنْتِ
شعر : سعيد يعقوب /الأردن

وحْيُ عيْنيْكِ ما سَرى أمْ قَصيدي
يَمْلأُ الكَوْنَ بالسَّنا والنَّشيدِ
يَهَبُ الكَوْنَ حلّةً مِن ضِياءٍ
ويُعيرُ الوجودَ مَعْنى الوجُودِ
فبَدا الكَوْنُ في رِداءٍ مِن السِّحْرِ
مُوَشَّى بِكُلِّ حُسْنٍ فَريدِ
يَنْثَني كالغُصونِ دَاعَبَها النُّورُ
ويَهْتزُّ رِقَّةً كالغِيدِ
ويَرِفُّ الجَمالُ في كُلِّ مَجْلىً
منْهُ تحْتَ الرُّبا وفَوْقَ النُّجودِ
***********************
أنتِ ألهَمْتِني الغِناءَ فغَنَّيْتُ
ولوْلاكِ ما تَلَوْتُ قَصيدي
أنتِ لحْنٌ أحُطُّ فوْقَ جَناحَيْهِ
وَأسْري لِكُلِّ اْفْقٍ بَعيدِ
أرْتَقي في مَجاهِلِ الكَوْنِ ما مِن
آخِرٍ أوْ نِهايَةٍ لِصُعودي
فيكِ سِرٌّ مِن اللطافَةِ خَافٍ
أتْعَبَ الفِكْرَ في مَداهُ البَعيدِ
فيكِ سِرٌّ يَعْصى على الكَشْفِ ناءٍ
عَن أكُفِّ التَّشْبيهِ والتَّجْسيدِ
كُلّما كِدْتُ أنْ أفُضَّ لهُ خَتْماً
لِعَيْني بَدا بِخَتْمٍ جَديدِ
واشْتعالُ الحَنينِ في لحْظَةِ الذِّكْرى
وَبُشْرى المُتَيَّمِ المَوْعودِ
وابْتِسامُ الهَوى وسِحْرُ الأغاني
تَتَثَنَّى على شِفاهِ العُودِ
أنتِ لوْ تَعْلمينَ سِرُّ بَقائي
في حَياةٍ تَكادُ بالعَقْلِ تُودي
************************
مِن رُؤى مُقْلتيكِ أسْتَلهِمُ العَزْمَ
وَأقْوى على احْتمالِ قُيودي
ومِن النُّورِ في جَبينِكِ أسْتَهْدي
بِليْلِ الحِرْمانِ والتَّسْهيدِ
وإذا سَاوَرَتْكِ يَوْماً ظُنُونٌ
في غَرامي وَحَوْلَ حُبِّي الوَحيدِ
فَاسْأَلِيْ الَّليْلَ كَيْفَ أحْيِيهِ وَجْدًا
وَضُلُوعِيْ كَالنَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ
فتَعَاليْ ... مَا زَالَ غُصْنُ هَوانا
بِانْتظارِ الطُّيورِ والتَّغْريدِ
واغْمُري العُمْرَ نضْرَةً وجَمالًا
وامْنَحي لِلوجُودِ مَعْنى الوُجودِ
**********************************

» نزيف الذات / سامر سعيد الجبوي