** رسول الهدى *
عُــــلاكَ أبا الزهــراء ِ ألهَــمني الحبّا ....وأسكنني في وحْــــــــــــــشتي أملاً رحْبا
وفــــتّحَ في عيــــــــني نـــــوافذَ جمّةً ....تأملتُ منها الكــــــونَ والعــــــمر والدربا
أراني هُـــداكَ النــور والنـــبل والندى ... وكيف نـــــــــنال العزّ أو نقــهر الصعبا
وعلَّــــمني أن أعبــــــــدَ الله وحـــــدهُ ...وأســــجدَ في محـــــــــــرابهِ عاشقاً صبّا
وأن لا أحبَّ اليأسَ يوماً وجــــــــــندَهُ ...جمــــــيعاً فإنَّ اليــــأسَ لا يعــــرفُ الربّا
هدىً يُرشــدُ الحيرانَ والليــــلُ حالكٌ ...وفي التيهِ يســـــــقي روحَــــهُ منهلاً عذْبَا
هنيئا لمن يســـري على نور هـــــدْيهِ ...وطوبى لــــــــمن ألفــــــاهُ في تيههِ شربَا
محمـــدُ يا غـــــــيثاً من اللهِ راحــــماً ... تداركتَ هــــذي الأرضَ إذْ شكتِ الجدْبَا
وألبســــتَها مـــن حُــــلَّةِ العلـــمِ بُرْدةً ...وكانت قـــــــــديماً ترتــــضي جهْلَها ثوْبَا
وكنتَ فكان البر والحِــــــــلمُ والنـهى ...وكلّ الســـــجايا الغُرّ كــــــــــنتَ لها تِربا
وربّاكَ ربٌّ مُحــــــــسنٌ متــــــــرفقاً ....فحاز المُـــــربّى المجدَ جَـــــلَّ الذي ربّى
رســــولَ الهدى لله أنــــت مُـــجاهِراً ...بدعوتك الســــــــمحاء مســـتـــبسلاً صلْبَا
تـــقول فلا تـــــخــشى مــــلامةَ لائمٍٍ ....وتُعــــــرِضُ عن قول الســـــــفيهِ إذا سبّا
وتدعو لمــــــن آذاكَ مــــــستغفراً لهُ ...حليماً تــــواري من إســـــــــاءته الكــــرْبَا
كذلك حتــــــى التفــتَّ حــــولك فتيةٌ ... أصاخوا إليك الســــــمع والروحَ والقـــلبا
ولو كنتَ فظَّ الطبعِ لانفــضَّ جمعُهمْ ...ولــــكنه التحـــــــــــــنانُ صــــــــيرْتَهُ دأْبَا
لقد علــــمَ الكــــفارُ لمّا اتــتـــــــــهمُ ... خيــــــــولك في بدرٍ بمن تُحمــــــدُ العُقبى
هُــــناكَ أمــــــدَّ الله بالنصر حــزْبَهُ ...ألا إن حــــــــــزبَ الله أعـــــــــزِزْ بهِ حِزْبَا
وما هـــــي إلا جَــــــولةٌ بـــعدَ جولةٍ .... وقد مـــــلأتْ راياتكَ الشـــــرقَ والغَرْبَا
تواضعتَ لم تغترَّ إذ عـــــدتَ ظافراً ...وغيـــركَ يزهو بعد تمــــــــــكينه عُـــجْبَا
وما زلتَ في الأسواقِ تمشي وتغتدي ...وتســـــــــألُ عن أحــوالهِ جارَك الجـــنْبَا
سلــــبتَ قلـــــوبَ الناس بالآيِ ثرَّةً ...وبالحـــــــــب حتى كانَ في سِلمــهمْ حَــرْبَا
نبـــــياً أراه اللهُ أخـــــبارَ منْ مضوا ... بــــــقدرتهِ من غير أن يقــــــرأ الـــــكتْبا
وســــددهُ بالبــــــيِّناتِ بلــــــــــــيغةً ... بها من بيان الحــــــــقِّ ما أفحَمَ العُـــــرْبا
محمدُ إني قد طلـــــــــــبتُ قريحتي ... لتنسجَ لي مـــــــــدحاً وقلــبي الذي لبّـــى
مُنى مُهجــتي يا أعظمَ الخلقِ نظرةٌ ... إليكِ وأنْ ألــــقى الشــــــــفاعة والقُـــــرْبَا
فيا حـــبذا أمـــــطار نوركَ والهدى ... لتُنْبــــــتَ لي النعمى وتغسلَ لي الــــــذنبا
وتلـــــــك وربي غــــــــايةٌ بشريَّةٌ ...فليـــــس الذي لم يلـــــــقَ ماءً كمنْ عـــــبّا
ســــــلامٌ أبا الزهراءِ ما دام نابضاً .... فـــؤاديَ مِنْ علــــــــياك يستلهمُ الـــــــحُبّا
*** أبو المعالي ***