موضوع: حوار مع الشاعر ابي المعالي/ مجلة مساحة للتفكير الجمعة يناير 17, 2014 9:23 pm
نص حوار أجريَ معي في شهر أبريل 2012 ونُشر في مجلة " مساحة للتفكير الإلكترونية " :
نريد ان نتعرف عليك من خلال بطاقتك الشخصية؟ أنا عبد العالي كويش .. ملقب بأبي المعالي شاعر الإسماعيلية .. مولود في سبعينيات القرن الماضي في مدينة مكناس المغربية الملقبة بالإسماعيلية نسبة للسلطان المولى الذي جعل المدينة عاصمة المغرب في القرن السابع عشر الميلادي ، ألمّ بي مرض مفاجئ في طفولتي فرض علي الانقطاع عن الدراسة في المدرسة الابتدائية لكنني استطعتُ بمجهودات ذاتية النهل من معين المعرفة بكثرة القراءة والمطالعة ، وعندما اشتد ساعدي قررتُ إكمال دراستي قصد صعود أعلى المراتب العلمية وهكذا كان ..حيث حصلت على الباكالوريا في الآداب العصرية ثم الإجازة في الادب العربي ، ثم الماجستر ، والآن لدي مشروع دكتوراه في الأدب ينتظر القبول من طرف الجامعة .
نريد أن نتعرف على بداياتك الشعرية؟ كانت ميولي الأدبية واضحة جدا في صغري ، فقد كنت أمتلك براعة مشهودا لها في مادة " الإنشاء " في المدرسة الابتدائية تساعدني على التعبير بسلاسة واستخراج صور من صور وابتكار معان ، وهو ما حدا بي إلى محاكاة قصائد شعرية قديمة مررتُ عليها في كرّاساتي المدرسية ، وجعلتُ من تقليدها فرصة لاستعراض عضلاتي التعبيرية ، وكتابة محاولات جريئة لإثبات وجودي بين زملائي ونيل إعجاب المعلمين ، ولقد كان جميلا حينها أنني لُقبتُ بالشاعر ، وعملتُ على ترسيخ اللقب بإتقان قراءة " المحفوظات " في القسم مقلدا بعض الشعراء الذي كنت أراهم على شاشة التلفزة، ثم ما لبث أن تسرب هذا العشق الطفولي للشعر إلى جميع مراحل حياتي إلى أن وصلتُ الآن إلى مشارف الأربعين ، و تحركتْ تجربتي من خربشات بسيطة إلى تجريب ثم إلى مكابدة حقيقية وانغماس في بحور القصيدة ، بفعل الصداقة المتينة التي عقدتها مع الشعراء العرب القدامى والتي مكنتني من الإطلاع على كتاباتهم والولوج إلى عوالمهم الوجدانية واستكشاف أسرار تعاملهم مع البحور والإيقاعات ، ولقد كانت صداقة أدبية عميقة لا أزال وفيا لها مؤمنا بها وبالشعر الحقيقي الأصيل الذي نسجه هؤلاء الأصدقاء ، كافرا بكل ما جاء به الحداثيون ودعاة ما يسمى بقصيدة النثر.
من الشعراء الذين تأثرت بهم وأعجبت بأسلوبهم؟ نظرا لميولاتي الأدبية الكبيرة في صغري فقد كنت أحب مشاهدة مسلسل تلفزي تحدث عن أبي الطيب المتنبي سيرة وشعرا ، وهو ما فتح عيني على الشعر ، وأشعرني أنه فن سهلٌ ممتنعٌ وانه فن العظماء الخالدين أيضا، وكان اكتشافي الأول للمتنبي مبعثا لثورة ضخمة هزتْ كياني ، فهو ليس شاعرا فقط بل مغامرا كبيرا ورجل طموح وإرادة وتحد، بحث عن مجد سياسي فخانه الزمن والحظ غير انه نال بدلا منه مجدا شعريا لا يبلى ما دامت الشمس تطلع ، لذلك كان الانبهار به انبهارا في نفس الوقت بالشعر الجميل ، لأن المتنبي يمثل هذا الشعر في قوته وضخامته وبلاغته وإنسانيته واندفاعه للحب والحياة والمجد.
هل للبيئة التي نشأت فيها والأسرة التي ترعرعت بها لها تأثير على شاعريتك؟ معروف أن الإنسان ابن بيئته وأنه يراكم مجموعة من التجارب والخبرات والتصورات بفعل تأثره بالمحيط الذي يعيش فيه ، والأمر نفسه انطبق عليّ فقد كان والدي رحمه الله ذا شخصية فريدة المثال مبدعة إلى حدود لا متناهية ، من تجلياتها أنه كان قائدا لفرقة فلكلورية شهيرة تسمى " البواردية" أي فرقة يلعب أفرادها بالبارود مشاة ، وكان يوجههم برمشة عين فإذا بهم يطلقون البرود طلقة رجل واحد .. هذه الشخصية الفريدة كانت مبدعة ايضا في بعض فنون القول تخزن في ذاكرتها تاريخا عريقا وتراثا عميقا مما جعلني أسير على خطاها وأحاول الإبداع والابتكار للاقتراب قليلا مما وصلتْ إليه من مجد ومهابة .. وكان الشعر سبيلا لتحقيق شيء من ذلك .
هل أصدرت دواوين شعرية أثناء مسيرتك الشعرية؟. صدر لي ديوان شعر سنة 1996 بعنوان " دموع وردية " يضم ثلاثين قصيدة تنتمي للشعر العمودي ـ معظمها شعر رومانسي وجداني متأثر بعدة مدارس أدبية قديمة ومعاصرة ، وقد تكلفتْ بطبعه في ذلك الوقت جهة حكومية لم تبذل جهدا كافيا في نشره ولا في تقديمه للقراء بطبعة جيدة ، إلا أنه كان شبيها بتفاحة نيوتن التي أرشدته إلى اكتشاف قانون الجاذبية ، فقد فتح لي أبواب الساحة الشعرية على مصاريعها بعدما حظي بعدة حفلات توقيع في عدة مدن مغربية ، كما كان موضع ثناء في عدة برامج إذاعية وتلفزية وأخص منها برنامج "حدائق الشعر" بإذاعة وجدة لمقدمه الشاعر الكبير المرحوم محمد بنعمارة .. ولا زال هذا الديوان وحيدا في مكتبتي لعدم تحمسي للنشر بعد ذلك ، فالنشر سيف ذو حدين : يعطي للشاعر مكانة سواء حقيقية أو زائفة في الساحة الأدبية ،وفي نفس الوقت قد يصدم ذوقه الشخصي حين ينشر قصائد لا يرضى عنها بعد نشرها بفعل تطور تجربته الفنية ، وهذا ما حصل لي مع ديواني الأول ، ولذلك أتعامل بحذر شديد مع فكرة إصدار دواوين جديدة في المستقبل القريب وإن كانت هذه الخطوة لا بد منها لتأكيد وجود الشعر الأصيل رغما عن أنوف النثريين .
كلمة أخيرة تود قولها لشعراء في المجال الأدبي؟ أعجوبة أن يكونَ الشعرُ ذا رمَقٍ ...... في عالم الحقد والبغضاء والحسَدِ أضحى الجمال غريبا في مواطنه .... واستأسد القبح لا يحنو على أحد زهرٌ بلا عبَــــــقٍ طيرٌ بلا أفُــــــقٍ....نهرٌ مغيــــــــضٌ ونحْـــلٌ دونما شَهَد ساء الخــــلائقُ أفعالاً فليس أخٌ ..... للناس بينهـــــمُ إلا أخــا الكـــــــمَدِ وفي بصائرهم والشمسُ ساطعةٌ ..... ليلٌ بهيـــــــمٌ وذاكـــم غاية الفَنَدِ !
عدل سابقا من قبل الشاعر أبو المعالي في الجمعة يناير 17, 2014 11:39 pm عدل 1 مرات
زائر زائر
موضوع: رد: حوار مع الشاعر ابي المعالي/ مجلة مساحة للتفكير الجمعة يناير 17, 2014 9:40 pm
من الظلمات الى النور اليك هذه السطور المتواضعة كتبت بقلمك وحبك وعنفوان احساسك العالي بلهفة قلمك على الكتابة وشجن الحروف بالاناقة يشتعل نارا من يدخل بين كلماتك نار الشوق الكبير حروفك ملتهبة بشموع احساسك العالي تخطف من يراك الى عالم الابداع لهيب شوقك الزهر والاشجار تبتسم عندما ترى كلماتك لانها تشعر بنشوى تملأ دنيتها وتتالق كتبت الاحساس العالي كله والرقة باشكالها وتتوافد العطور من عباراتك التي توجتها بحروفك المضيئة عاش قلمك الحساس الرقيق وعاشت كتاباتك الانيقة الرقيقة دمت لنا ودام صرير قلمك الرائع باحترام تلميذك ابي مازن
hamid ajdir
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 17/01/2014
موضوع: رد: حوار مع الشاعر ابي المعالي/ مجلة مساحة للتفكير السبت يناير 18, 2014 12:42 am
أرفع قبعتي أمام روح التحدي والإبداع التي تتحلون بها دمتم في حفظ المولي اخي الاستاذ القدير ابو المعالي
الشاعر أبو المعالي Admin
عدد المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
موضوع: رد: حوار مع الشاعر ابي المعالي/ مجلة مساحة للتفكير الأحد يناير 19, 2014 2:00 am
كل الشكر لك الشاعر الكبير لطفي الياسيني على المرور الكريم
الشاعر أبو المعالي Admin
عدد المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
موضوع: رد: حوار مع الشاعر ابي المعالي/ مجلة مساحة للتفكير الأحد يناير 19, 2014 2:01 am
شكرا الأخ حميد أجدير على هذا الثناء الغامر ..أهلا بك في منتداي ..شرفتَ المكان بطلعتك البهية .