للشاعر المغربي الكبير أحمد حضراوي
لا زلت أقترف القصيدة شاعرا
و أخوضها موجا عبابا ثائرا
لا زلت أنحتها بأسباب و أو
تاد ، فواصلها تزين مشاعرا
و أطاوح المعنى بها رفّا على
حرف الكلام أصول فيه معابرا
يا كل قافية تُبثُّ جهنماً
من روع شيطان رجمت مخامرا
لقد استرقت إليك سمع ملوّعٍ
و سكبت دمع الشوق فيك أداهرا
و زرعت كل محبة و جعلتها
في القلب زهراً بل جعلت أزاهرا
و نضوت عنها الشوك حتى لا أرى
بيد الحبيب الجرح جرحا غائرا
و عبرت جسر الضاد راحلة إلى
زمن الرمال أضيء شمعا فاترا
لم يحتمل هب النسيم فليته
ما هبّ ساعتها و ألهب حائرا
سكب الخيال بكأسه ارتُشفت جوى
صقلته عين الصبر معنى آخرا
من لي بصب للغرام حقيقة
لا وهم شعر في الخيال مثابرا
آتيه بعد التيه حطّة أضلع
طعن الترددَ ذنبها متجاسرا
سوّى بها الألمَ العهيدَ أنينُه
وصم على الأيام وصما سادرا
آهات وخزتِه تقلّبُ ومضة
جعلت دمي أثر الخطى متناثرا
سحبته ظلا خلف ظل طيفُه
في باب نهر الدمع حدّق حاذرا
نجواهُ حين تأوّهت آه لقد
عطفت على أرض الحنين دوائرا
سألت بها عن صفحتي طُويت بها
بذماء روح تستبيح مقابرا!
المصدر:
http://www.masress.com/algareda/124645